• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول ) ، تأليف : الميرزا محمد المشهدي .
                    • الموضوع : شخصية المؤلف .

شخصية المؤلف

شخصية المؤلف

عنون نفسه في مقدمة تفسيره بأنه: ميرزا محمد المشهدي ابن محمد رضا بن إسماعيل بن جمال الدين القمي.

و " ميرزا " كلمة مخففة من " ميرزاده " أي ولد الامير. و " مير " يرادف كلمة " السيد " أو " الرئيس " أو " صاحب الولاية " تقريبا. وقد اصطلح على تلقيب من انتمى إلى سلالة السادة العلوية من جهة امه ب_" ميرزا "، وإن اشتهر إطلاقه على صاحب مهنة الكتابة، ولا سيما لدى الامراء والاشراف. وكان قد تداول إطلاقه على أولاد السلاطين وأصحاب الشرف في العهد الصفوي وفي عهد القاجار خصوصا(1). والنسبة إلى " مشهد " باعتبار ولادته بها واتخاذها موطنا أصليا لحياته العلمية والدراسية. أما النسبة إلى " قم " فلعلها موطن أسلافه.

ومن ثم جعل النسبة الاولى قرينة باسمه، والثانية قرينة جده الاعلى. وهكذا استنبط السيد الامين، حيث قال: المشهدي المولد والمسكن القمي الاصل(2).

على أن المؤلف يصرح في كثير من تآليفه أنه تم تأليفه في مشهد، قال بشأن كتابه " إنجاح الطالب " - شرح منظومة في البلاغة -: وكان تأليفه في 29 شهر رمضان بمدينة مشهد سنة 1075 ه_. وفي شرحه للمنظومة الصرفية: إنه درسها لولده إسماعيل وكتب عليها شرحه المسمى ب_" الفوائد الشارحة " سنة 1090 ه_في مدينة مشهد. والظاهر أن تقريظ العلامة المجلسي للتفسير مؤرخا بيوم الغدير سنة 1102 كان أيضا بمشهد في

___________________________________

(1) راجع " لغت نامه دهخدا " حرف " مير " .

(2) أعيان الشيعة: ج 9 ص 408. (*)

[14]

زيارة زار بها الامام الرضا عليه السلام بتلك المناسبة.

وقد صادف فراغه من الجزء الرابع كما أرخه بأنه فرغ من تأليف هذا الجزء سنة 1102 ه_في مشهد، كما جاء في تاريخ الفراغ من الجزء الثالث سنة 1097 ه_يوم الغدير.

ويبدو من كلام صاحب الروضات أن والد المترجم كان قد تتلمذ على العلامة المتبحر الشيخ البهائي - المتوفى سنة 1031 ه_- قال في عرض كلامه عن كتاب " الفهرس " تأليف الشيخ منتجب الدين: ورأيت في تبريز نسخة منه بخط بعض الافاضل، ولعله المولى محمد رضا المشهدي تلميذ الشيخ البهائي.

وقد نقلت عن نسخة والد البهائي(1).

وظاهر هذا الكلام أن والد المترجم أيضا كان مشهديا، وبذلك يقرب القول بأن ولادة المترجم كانت في مدينة مشهد.

وللشيخ البهائي إقامة طويلة في مشهد بصحبة والده أيام تصديه لشيخوخة الاسلام في منطقة خراسان في عهد الشاه طهماسب الصفوي، حيث عرض عليه تصديه لبث دعوة التشيع في تلك الديار فقبل، وكان له الاثر البالغ في استبصار أهل تلك البلاد، وكانت دار الشيخ معروفة بجوار مشهد الرضا عليه السلام وهي التي دفن فيها بعد نقل جثته الكريمة من اصفهان، والحقت أخيرا بأروقة الحرم الرضوي.

ثناء العلماء له ولتفسيره: مر ثناء مثل العلامة المجلسي للمترجم ولتفسيره في التقريظ الذي تقدم نقله، قال فيه: الفاضل الكامل المحقق البدل النحرير كشاف دائق المعاني بفكره الثاقب، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب. وهذا الاطراء من مثل العلامة المجلسي ليس جزافا لولا أنه عرفه بالعلم والفضيلة والدقة والتحقيق الصائب. وهكذا ما ورد في تقريظ المحقق الخوانساري: مجمع فضائل الشيم، جامع جوامع العلوم والحكم حلال كل شبهة عارضة، كشاف كل مسألة دقيقة غامضة. فلولا أنهم لمسوا من شخصيته الفذة دقة وتحقيقا في المسائل العلمية لما أثنوا

___________________________________

(1) روضات الجنات: ج 4 ص 319. (*)

[15]

هذا الثناء البالغ.

وقال صاحب الروضات: كان فاضلا عالما عاملا جامعا أدبيا محدثا فقيها مفسرا نبيها، وله كتاب كبير في التفسير بأحاديث أهل بيت العصمة لم يسبقه إلى وضع مثله أحد ممن سبقه، فقد فاق تفسير نور الثقلين بذكر الاسانيد والكلام عن صلة الآيات بعضها مع بعض، وحل مشكلات ألفاظها ووجوه إعرابها وبيان اللغة والقراء_ات. إنتهى ملخصا(1).

وهذا الوصف عن تفسيره هو الحق، فإنه تفسير جامع يحتوي على ذكر ما ورد من روايات أهل البيت عليه السلام ثم على سائر الجهات مما يرتبط بشأن القراء_ات والتنزيل ووجوه الاعراب واللغة ودقائق الادب إلى جنب رقائق الفلسفة والحكمة والعرفان، مما لا يستغني عنه طالب التفسير في المعاهد العلمية، ولا سيما الطلبة الافاضل عند درس الآيات الكريمة.

ويذكر صاحب الروضات أنه من معاصري المولى محمد باقر المجلسي والمولى محمد باقر الخوانساري والمولى محمد محسن الفيض الكاشاني.

ويذكر المحقق النوري أنه من تلامذة المجلسي الثاني صاحب البحار(2).

ولم يستبعد صاحب الروضات كونه من تلامذة الفيض الكاشاني أيضا.

وتقدم كلام النوري عن تفسيره: من أحسن التفاسير وأجمعها وأتمها، وهو أنفع من الصافي ونور الثقلين.

___________________________________

(1) روضات الجنات: ج 7 ص 110 و 111.

(2) الفيض القدسي. بحار الانوار ج 102 ص 100، مؤسسة الوفاء، ط بيروت. (*)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1637
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29